تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ١٨٩
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن أنا يوسف بن محمد أنبأ عبد الواحد بن محمد أنا أبو بكر (1) محمد بن أحمد أنا جدي يعقوب بن شيبة أنا يزيد بن هارون أنا الجريري عن عبد الله بن شقيق عن الأقرع مؤذن عمر أن عمر دعا الأسقف فقال هل تجدونا في (2) شئ من كتبكم قال نجد صفتكم وأعمالكم ولا نجد أسماءكم قال كيف تجدوني قال قرنا من حديد قال ما قرن من حديد قال أمير شديد قال عمر الله أكبر فالذي من بعدي قال رجل صالح يؤثر أقرباءه قال يرحم الله ابن عفان فالذي من بعده قال صدع من حديد (3) قال فقال عمر وألقى شيئا في يده وجعل يقول وا دفراه وا دفراه قال فقال مهلا يا أمير المؤمنين فإنه رجل صالح ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء والسيف مسلول قال وثنا جدي قال قرئ على أبي عبيد (4) وأنا أسمع في حديث عمر حين سأله الأسقف عن الخلفاء فحدثه حتى انتهى إلى نعت الرابع فقال صدع من حديد فقال وا دفراه قال أبو عبيد قال الأصمعي كان حماد بن سلمة يقول صدأ (5) حديد قال وهذا أشبه بالمعنى لأن الصدأ له دفر والصدع لا دفر له قال والدفر هو النتن إذا قلته بالدال وجزم الفاء قيل ومنه قيل للدنيا أم دفر ولهذا قيل للأمة يا دفار قال والذفر بالذال وفتح الفاء يقال ذلك لكل ريح ذكية شديدة من طيب أو نتن ذفر وقيل ومنه مسك أذفر قال أبو عبيد فهذا مما يوصف به الذفر في شدة طيب الريح (6) قال وأما ما يقال في النتن فقولهم في ذفر الإبط وهو نتنه وكذلك الحديد وهو سهكه وقال عبيد بن الأبرص

(1) الزيادة عن م.
(2) الزيادة عن م.
(3) عن م وبالأصل: من يد، والصدع بالتحريك وبالفتح الفتي الشاب القوي من الأوعال.
(4) غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ط بيروت 2 / 18 - 19.
(5) قال الزمخشري في الفائق 2 / 16 والهمزة فيمن رواه صدأ بدل من العين كما قيل أباب في باب عباب، ويجوز أن يراد بالصدأ السهك، وأن تكون العين مبدلة من الهمزة في صدع.
(6) في غريب الهروي: شدة ريح الطيب.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»