(فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) (1) وإني أحذرك يوم ينادي المنادي " ألا لعنة الله على الظالمين " (2) قال فتغير وجه عبد الملك فدخل دار حرمه ولم تزل الكآبة في وجهة بعد ذلك أياما أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابة أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجده نا علي بن عياش نا زكريا بن حكيم الحبطي عن الشعبي قال كتب زر بن حبيش إلى عبد الملك بن مروان ح (3) قال ونا أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم واللفظ له نا محمد بن علي بن الهيثم نا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين نا شهاب بن عباد عن سويد الكلبي أن زر بن حبيش كتب (4) إلى عبد الملك بن مروان كتابا يعظه وكان في آخره ولا يطمعك يا أمير المؤمنين في طول البقاء ما يظهر من صحتك فأنت أعلم بنفسك واذكر ما تكلم به الأولون * إذا الرجال ولدت أولادها * وبليت من كبر أجسادها وجعلت أسقامها تعتادها * تلك زروع قد دنا حصادها * فلما قرأ عبد الملك الكتاب بكى حتى بل طرف ثوبه ثم قال صدق زر لو كتب إلينا بغير هذا كان أرفق أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين بمرو وأبو بكر محمد بن الحسين ببغداد قالا نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن سليمان بن جعفر نا الحسين بن إسماعيل المحاملي نا عبد الله بن أبي سعد نا محمد بن الحسين بن عباس حدثني عبد الله بن الوضاح قال وقف عبد الملك على قبر أبيه فقال * وما الدهر والأيام إلا كما أرى * رزية مال أو فراق حبيب *
(١٤٩)