تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٤٣٨
مندة أنا محمد بن أحمد السلمي ومحمد بن مالك المروزي قالا أنا حماد بن أحمد بن حماد نا عمر بن إبراهيم بن خالد بن بهرام عن إسماعيل بن عياش عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان وكان قد أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما قبض أبا بكر وسجوه ارتجت المدينة بالبكاء كيوم قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر الحديث بطوله وروي عن عمر بن إبراهيم عن عبد الملك من غير ذكر إسماعيل بن عياش أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم ثنا أبو بكر الخطيب أنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي (1) نا علي بن حرب الطائي نا دلهم بن يزيد نا العوام بن حوشب عن عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان وكانت له صحبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أبو بكر ارتجت المدينة بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجى فقال رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاما وأكملهم أيمانا وأخوفهم لله وأشدهم يقينا وأعظمهم غنى وأحوطهم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحدبهم على الإسلام وآمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة وأفضلهم مناقب وأكثرهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مجلسا وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا (2) وفعلا وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه وأوثقهم عنده فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيرا صدقته حين كذبوه فسماك الله صديقا فقال " والذي جاء بالصدق " (3) محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " وصدق به " (3) أبو بكر الصديق أعطيته حين بخلوا وقمت معه حين قعدوا وصحبته بأحسن الصحبة ثاني اثنين صاحبه والمنزل عليه السكينة (4) ورفيقه في الهجرة ومواطن الكره خلفته في أمته أحسن خلافة حين ارتد الناس وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبي قويت حين ضعف أصحابه ونهضت حين وهنوا ولزمت

(1) بالأصل: " المادراني " وفي م: " المادري " والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 15 / 334.
(2) السمت: الطريق، وحسن القصد.
(3) سورة الزمر، الآية: 33.
(4) عن م وبالأصل: للسكينة.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»