تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٤٠٠
بكر الداوودي وأحمد بن خالد المادرائي فذكر قصة مناظرته مع الداوودي في التفضيل إلى أن قال فقال والله ما نقدر نذكر مقامات علي مع هذه العامة قلت أنا والله أعرفها مقامها ببدر وأحد والخندق ويوم خيبر قال فإن عرفتها فينبغي (1) أن تقدمه على أبي بكر وعمر قلت قد عرفتها ومنه قدمت أبا بكر وعمر عليه قال من أين قلت أبو (2) بكر كان مع النبي (صلى الله عليه وسلم) على العريش يوم بدر مقامه مقام الرئيس والرئيس ينهزم به الجيش وعلي مقامه مقام مبارز لا ينهزم به الجيش وجعل يذكر فضيلة وأذكر فضيلة فقلت كم يكثر هذه الفضائل لهما حق ولكن الذين أخذنا عنهم القرآن والسنن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدموا أبا بكر فقدمناه لتقديمهم فالتفت أحمد بن خالد وقال ما أدري لم فعلوا هذا فقلت إن لم تدر (3) فأنا أدري فقال لم فعلوا قلت إن السؤدد والرئاسة في الجاهلية كانت لا تعدوا منزلين (4) أما رجل كانت له عشيرة تحميه وإما رجل كان له مال يفضل به ثم جاء الإسلام فجاء باب الدين فمات النبي (صلى الله عليه وسلم) وليس لأبي بكر مال قال (صلى الله عليه وسلم) ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر ولم تكن تيم لها مع عبد مناف ومخزوم تلك الحال وإذا بطل اليسار الذي به كان رئيس أهل الجاهلية لم يبق إلا باب الدين فقدموه له فأفحم أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي ثم حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد أنا جدي أبو القاسم البرجي وأبو علي الحسن بن أحمد وأبو منصور محمد بن عبد الله بن مندوية وأبو سعد محمد بن علي بن محمد ح وأخبرنا أبو طالب محمد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي أنا أبو علي الحداد قالوا أنا أبو نعيم نا أبو محمد عبد الله بن جعفر نا أبو جعفر الثقفي نا أبو أسامة عن سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب عن سعيد بن

(1) الأصل وم، وفي تاريخ بغداد: ينفعني.
(2) عن م وتاريخ بغداد، وبالأصل: أبا.
(3) بالأصل وم: تدري، والصواب عن تاريخ بغداد.
(4) عن م وتاريخ بغداد، وبالأصل: أمير كبير.
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»