تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ٤٠٥
خارجة وأنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه وهو يومئذ من أصح (1) أهل المدينة فتوفي في صلاة الأولى وصلاة العصر فأضجعناه لظهره وغشيناه بردين وكساء فأتاني آت وأن أسبح بعد المغرب فقال إن زيدا قد تكلم بعد وفاته فانصرفت إليه مسرعا وقد حضره قوم من الأنصار وهو يقول أو يقال على لسانه الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يبالي في الله لومة لائم كان لا يأمر الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم عبد الله أمير المؤمنين صدق صدق كان ذلك في الكتاب الأول قال ثم قال عثمان أمير المؤمنين وهو يعافي الناس من ديون (2) كثيرة خلت اثنتان وبقي أربع واختلف الناس وأكل بعضهم بعضا فلا نظام وأبيحت الأحماء ارعوى المؤمنون فقالوا كتاب الله وقدره أيها الناس أقبلوا على أميركم واسمعوا وأطيعوا فمن تولى فلا يعهدن (3) دما كان أمر الله قدرا مقدورا والله أكبر هذه الجنة وهذه النار ويقولون (4) النبيون والصديقون سلام عليك يا عبد الله بن رواحة هل أحسست لي خارجة لأبيه وسعدا اللذين (5) قتلا يوم أحد " كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى " (6) ثم خفت صوته فسألت الرهط عما سبقني من كلامه فقالوا سمعناه يقول أنصتوا أنصتوا فنظر بعضنا إلى بعض فإذا الصوت من تحت الثياب فكشفنا عن وجهه فقال هذا أحمد رسول الله سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم قال أبو بكر الصديق الأمير (7) خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ضعيفا في جسمه قويا في أمر الله عز وجل صدق صدق وكان في الكتاب الأول (8) قال ونا ابن أبي الدنيا نا علي بن الجعد أخبرني عكرمة بن إبراهيم عن عبد الملك بن عمير قال قرأت كتابا كان عند حبيب بن سالم كتبه النعمان بن بشير إلى أم خالد أما بعد فإنك كتبت تسأليني عن حديث زيد بن خارجة الذي تكلم بعد وفاته فذكر نحوه

(1) في م: " أقبح " وهذا بعيد.
(2) في م: ذنوب.
(3) عن م وبالأصل: بعهدي.
(4) كذا بالأصل، وفي م: ويقول، وهو الصواب.
(5) بالأصل وم: " الدين ".
(6) سورة المعارج، الآيات: 15 - 18.
(7) قبلها في م:
وأخبرنا أبو محمد، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا الحسن.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»