فدرت خلفه ففطن لي فأرخى ثوبه فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته ثم درت حتى جلست بين يديه فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال من أنت قلت مملوك فحدثته حديثي وحديث الرجل الذي كنت معه وما أمرني به قال لمن أنت قلت لامرأة من الأنصار جعلتني في حائط لها قال يا أبا بكر قال لبيك قال اشتره قال فاشتراني أبو بكر فأعتقني فلبثت ما شاء الله أن ألبث ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله ما تقول في دين (1) النصارى قال لا خير فيهم ولا في دينهم فدخلني أمر عظيم فقلت في نفسي هذا الذي كنت معه ورأيت منه ما رأيت ثم رأيته أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه لا خير في هؤلاء ولا في دينهم فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله عز وجل فأنزل الله تعالى على النبي (صلى الله عليه وسلم) " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " (2) إلى آخر القصة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بسلمان فأتاني الرسول فدعاني وأنا خائف فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " إلى آخر الآية فقال يا سلمان أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى إنما كانوا مسلمين فقلت يا رسول الله فوالذي بعثك بالحق لهو أمرني باتباعك فقلت له وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه فأتركه قال نعم فاتركه فإن الحق وما يجب الله فيما يأمرك به [* * * *] (3) (4) أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي نا زيد بن الحباب حدثني حسين حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول جاء سلمان إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين قدم المدينة بمائدة عليه رطب فوضعها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(٤٠٢)