السائسون وجربنا وجربنا المجربون وولينا وولي علينا الوالون وإنا وجدنا هذا الأمر لا يصلحه إلا شدة في غير عنف ولين في غير ضعف وأيم الله إن لي لكم صرعى فليحذر كل رجل منكم أن يكون من صرعاي فوالله لآخذن البرئ بالسقيم والمطيع بالعاصي والمقبل بالمدبر حتى تلين لي قناتكم وحتى يقول القائل انج سعد فقد قتل سعيد (1) ألا رب فرح بإمارتي لن ينفعه ورب كاره لها لن يضره وقد كانت بيني وبين أقوام منكم دمن وأحقاد وقد جعلت ذلك خلف ظهري وتحت قدمي فلو بلغني عن أحدكم أن البغض في قلبه ما كشفت له قناعا ولا هتكت له سترا حتى يبدي صفحته فإذا أبداها فلم أقله عثرته ألا ولا كذبة أكثر شاهدا عليها من كذبة إمام (2) على منبر فإذا سمعتموها مني فاغتمزوها في فإذا وعدتكم خيرا أو شرا فلم أف به فلا طاعة لي في رقابكم ألا وأيما رجل منكم كان مكتبه خراسان فأجله (3) سنتان ثم هو أمير (4) نفسه وأيما رجل منكم كان مكتبه دون خراسان فأجله ستة أشهر ثم هو أمير نفسه وأيما امرأة احتاجت (5) تأتينا ثم نقاصه به وأيما عقال فقدتموه من مقامي هذا إلى خراسان فأنا له ضامن فقام (6) إليه نعيم بن إبراهيم المنقري فقال أشهد لقد أوتيت الحكمة وفصل الخطاب فقال كذبت أيها الرجل ذاك داود نبي الله عليه السلام ثم قام إليه الأحنف بن قيس فقال أيها الرجل إنما الجواد بشدة والسيف بحده والمرء بجده وقد بلغك جدك ما ترى وإنما الشكر بعد العطاء والثناء بعد البلاء ولسنا نثني عليك حتى نبتليك فقال صدقت ثم قام أبو بلال مرداس بن أدية فقال أيها الرجل قد سمعت قولك والله لآخذن البرئ بالسقيم والمطيع بالعاصي والمقبل بالمدبر ولعمري لقد خالفت ما حكم الله في كتابه أن يقول " ولا تزر وازرة وزر أخرى " (7) فقال أيها عني فوالله ما أجد السبيل
(١٨٠)