تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٩
قوم مناقبهم لما مضوا بقيت * تخالها (1) في سماء السؤدد الشهبا لهم من الله نصر لا يعبهم * ومدحهم جمل الأشعار والخطبا إني أتيتك لا أبغي سواك حيا * ولا أرى في بلاد الله مضطربا ومن أتاك طليحا (2) طالبا جدة * فإنه بالغ مما بغى الأربا * فأعطاه وخوله وأجزل صلته وجمله أنشدني أبو نعمة زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح القسري المعروف بالمحفحف لنفسه بالرافقة (3) * أهند على ما كنت تعهدها هند * أم استبدلت بعدي وغيرها البعد بلى غير شك إنها قد تبدلت * لأن الغواني لا يدوم لها عهد كما لم يدم عصر الشباب ولا الصبا * ولا ماكث في غير أيامه الورد وعندي من الآراء والعزم صارم * متى أنتضيه ليس ينبو له حد أتيتك يا بن الفضل من آل مزيد * ويا بن الألى ما فوق مجدهم مجد وقد حكمت كل الملاحم أنه * على الجانب السعدي طالعك السعد وقلنا بأرض الجامعين وبابل * وقد أفسدت فيها الأعاريب والكرد ألا فتنحوا عن دبيس وداره * فلا بد من أن يظهر الملك الجعد (4) ويجعله يوما عبوسا عصبصبا * بقتل العدى حتى يشيب له المرد فلم يقبلوا منا وكانت ضلالة * ومن ضل في الدنيا فليس له رشد * وأنشدنا أبو نعمة لنفسه (5) * أصبح الربع من سمية خالي * غير (6) هين وناشط وغوال وثلاث كأنهن حمام * في رمال وأشعث الرأس بال

(١) عن بغية الطلب وبالأصل تجالها.
(٢) يعني المتعب والضعيف المهزول.
(٣) الأبيات في بغية الطلب ٨ / ٣٧٤٠ وبعضها في الوافي بالوفيات.
(4) يعني الكريم.
(5) الأبيات في بغية الطلب 8 / 3740 - 3741 ومعجم الأدباء 11 / 154 - 155.
(6) في بغية الطلب: غير هيق وناشط وغزال.
والناشط: الثور الوحشي الذي يخرج من أرض إلى أرض.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست