فاختار المزة واقتطع فيها هو وعترته وقد قال الشاعر وهو أعور كلب (1) * إذا ذكرت أرض لقوم بنعمة * فبلدة قومي تزدهي (1) فتطيب بها الدين والإفضال والخير والندا * فمن ينتجعها للرشاد يصيب ومن ينتجع أرضا سواها فإنه * سيندم يوما بعدها ويخيب تأتى لها خالي أسامة منزلا * وكان لخير العالمين حبيب حبيب رسول الله وابن رديفه * له ألفة معروفة ونصيب (3) فأمكنها كلبا فأصبحت بليدة * بها منزل رحب الجناب خصيب فنصف على (4) بر فسيح رحابه * ونصف على بحر أغر يطيب * أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب قال كتب إلي محمد بن أحمد بن سهل وحدثني محمد بن نوح وأخبرني أبو غالب بن البنا أنبأنا محمد بن أحمد بن سهل في كتابه أنا علي بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن الأزدي قال وذو الأصبغ الكلبي هو الغليمي أنشد له دعبل يهجو حكيم بن عياش (5) حين هجا بني أسد بكلب وكان حكيم أعور كلب * إذا جئتما أرض العراق فبلغا * بها الأعور الكلبي عني التوافيا أترضى لكلب دفة غير عدلها * بدردان لا شمت السجال الغواديا فهاج الذرى لا در درك بالذرى * وهاج قبيلا يبكرون المحاربا * حكى نفطويه عن حكيم بن عياش (5) الكلبي وهو الأعور وقال اجتمع عند عبد الملك بعجب به فسر به عبد الملك وقال هذا يوم سرور وأجلسه إلى جنبه (6) ودعا بقوس فرمى عنها وأعطاها من على يمينه فرمى بها حتى صارت إلى الأعرابي فلما نزع فيها ضرط فرمى بها مستحييا فقال عبد الملك دهينا في الأعرابي وكنا نطمع في
(١٣٣)