الداري قال قدمنا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن ستة نفر تميم بن أوس ونعيم بن أوس أخوه ويزيد بن قيس وأبو هند بن عبد الله وهو صاحب الحديث وأخوه الطيب بن عبد الله فسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن وفاكه (1) بن النعمان فأسلمنا وسألنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقطعنا من أرض الشام فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سلو حيث شئتم فقال تميم أرى أن نسأله بيت المقدس وكورها فقال أبو هند وكذلك يكون فيها ملك العرب وأخاف أن لا يتم لنا هذا فقال تميم فنسأله بيت حبرين وكورتها فقال أبو هند هذا أكبر وأكر فقال فأين فقال أرى أن نسأله القرى التي يقع فيها حصن تل مع آثار إبراهيم فقال تميم أصبت ووفقت قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تميم أتحب أن تخبرني ما كنتم فيه أو أخبرك فقال تميم بل تخبرنا يا رسول الله نزداد إيمانا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أردتم أمرا وأراد هذا غيره ونعم الرأي رأى قال فدعا رسول (صلى الله عليه وسلم) (2) بقطعة جلد من أدم فكتب لنا فيها كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ذكر ما وهب محمد رسول الله للداريين إذ (3) أعطاه الله الأرض وهب لهم بين عين حبرون (4) وبيت إبراهيم بمن فيهن لهم أبدا شهد عباس بن عبد المطلب وجهم بن قيس وشرحبيل بن حسنة وكتب قال ثم دخل بالكتاب إلى منزله فعالج في زاوية الرقعة وعساه شئ لا يعرف وعقده من خارج الرقعة بسير عقدين وخرج إلينا به مطويا وهو يقول " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (5) " ثم قال انصرفوا حتى تسمعوا بي قد هاجرت قال أبو هند فانصرفنا فلما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة قدمنا عليه فسألناه أن يجدد لنا كتابا فكتب لنا كتابا نسخته
(٦٥)