ذهب الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام أصبحنا ثاويين في جوف أرض * وما تغنى على الغصون الحمام * إذهب إلى الجود حيث دفنته فاستخرجه قال أبو جويرية أنا قائل هذا وأنا الذي أقول بعده فوثب الجيش ليدفعوه فقال خالد دعوه لا يجمع عليه حرمانا ونمنعه من الكلام فأنشأ يقول لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو محمدهم قعدوا أو قلد الجود أقواما ذوي حسب * فيما يحاول من آجالهم خلدوا قوم سنان أبوهم حين نسبتهم * طابوا أو طاب من الأولاد ما ولدوا جن إذا فزعوا أنس إذا أمنوا * مزردون مهاليك إذا احتشدوا محسدون على ما كان من نعم * لا ينزع الله عنهم ماله حسدوا * فخرج من عنده ولم يعطه شيئا انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان البندار المعروف بابن السواق وأبو منصور بن عبد العزيز قالا أنبأنا أبو الفرج أنا أحمد بن عمرو بن عثمان العصاري أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق حدثني عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري حدثني أبو القلمس الباهلي قال كان الشعراء يغشون الجنيد بن عبد الرحمن المري فقال رجل منهم يوما والجنيد مغتم أيها الأمير إما تصلني أو تضرب لي موعدا فقال موعدك الحشر فمر الشاعر راجعا فلما كان بعد أيام دنا من الجنيد شاعر (1) آخر فقال أرحني بخير منك إن كان آتيا * وإلا فواعدني كميعاد زائل * (2) وزائل الشاعر الأول الذي وعده الحشر (3) فقال له الجنيد ويحك وما وعدت زائلا قال الحشر فقال الجنيد لصاحب شرطه إن فاتك زائل فهئ نفسك فأتبع زائل على البريد فلحق بالطريق بهمذان فرد إلى الجنيد بمرو فأعطاه الجنيد مائة ألف
(٣٢٤)