قريش إلى خويلد بن أسد بن عبد العزى (1) بن قصي فقالوا ما دخل علينا يا خويلد أن ذهب هذا بحجرنا قال وما ذاك قالوا (2) تبع يريد أن يأخذ حجرنا نحمله إلى أرضه فقال خويلد ثم أخذ السيف وخرج وخرجت معه قريش بسيوفهم حتى أتوا تبعا فقالوا له ماذا تريد يا تبع إلى الركن فقال أردت (3) أن أخرج به إلى قومي فقالت قريش الموت أقرب من ذلك ثم خرجوا حتى أتوا الركن فقاموا عنده فحالوا بينه وبين ما أراد من ذلك وقال خويلد فذلك شعرا (4) دعيني أم عمرو ولا تلومي * ومهلا عاذلي لا تعذليني (5) دعيني لأخذت الخسف منهم * وبيت الله حين يقتلوني * فما عذري وهذا السيف عندي * وعضب نال قائمه يميني ولكن لم أجد عنها محيدا * وإني زاهق ما أزهقوني (6) * قال ثم خرج متوجها إلى اليمن بمن معه من جنود حتى إذا قدمها وكان لأهل اليمن مدينتين (7) يقال لأحدهما (8) مأرب وللأخرى ظفار وكان منزل الملك في مأرب مبني بصفائح الذهب وكان منزله في ظفار مبني (9) في الرخام فكان إذا شتا شتى في مأرب وإذا صاف صاف في ظفار وكانت مأرب بها نشوء أبناء الملوك ويتعلمون بها الكلام وكان ابن الحمير إذا بلغ قال أرسلوا به إلى مأرب ليتعلم فيها المنطق وكان في ظفار اسطوان من البلد الحرام مكتوب في أعلاها بكتاب من الكتاب الأول لمن الملك ظفار لحمير الأخيار لمن الملك ظفار لفارس الأحرار لمن الملك ظفار لقريش التجار
(١٧)