بلال بن رباح الحبشي المؤذن مولى أبي بكر الصديق روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وجماعة من الصحابة والتابعين نا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا محمد بن عائذ (1) حدثنا الوليد بن المسلم قال قال الوضين بن عطاء إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر اعتزلا في غار فبينما هما كذلك أن مر بهما بلالا وهو في غنم عبد الله بن جدعان وبلال مولد من مولدي مكة قال وكان لعبد الله بن جدعان بمكة مائة مملوك مولد فلما بعث الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) أمر بهم فأخرجوا من مكة إلا بلالا يرعى عليه غنمه تلك فأطلع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأسه من ذلك الغار فقال يا راعي هل من لبن فقال بلال ما لي إلا شاة منها قوتي فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ائت بها فجاء بها فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقعبه فاعتقلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روي ثم احتلب فسقى أبا بكر ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالا حتى روي ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت ثم قال يا غلام هل لك في الإسلام فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلم وقال أكتم إسلامك ففعل وانصرف بغنمه وبات بها وقد أضعف لبنها فقال له أهله لقد رعيت مرعى طيبا فعليك به فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما ويتعلم الإسلام حتى إذا كان في اليوم الرابع فمر أبو جهل بأهل عبد الله بن جذعان فقال إني أرى غنمكم قد نمت وكثر لبنها فقالوا قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام وما نعرف ذلك منها فقال عبدكم ورب الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة فامنعوه أن يرعى ذلك المرعى فمنعوه من ذلك ودخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة فاختفى في دار عند المروة وأقام بلال على إسلامه فدخل يوما الكعبة وقريش في ظهرها لا تعلم فالتفت فلم ير أحدا أتى الأصنام فجعل يبصق (2) عليها ويقول خاب وخسر من عبدكن فطلبته قريش وهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جدعان فاختفى فيها ونادوا عبد الله بن جدعان فخرج فقالوا أصبوت قال ومثلي يقال له هذا فعلي نحر مائة ناقة للات والعزى فقالوا إن أسودك صنع كذا وكذا فدعا به فالتمسوه فوجدوه فأتوه به فلم
(٤٣٦)