حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بخياط قال وفيها يعني ثلاث وأربعين شتا بسر بن أبي أرطأة أرض الروم ومعه سعد (1) بن عوف الأزدي قال خليفة قال أبو عبيدة وكان على رجالة أهل دمشق بسر بن أرطأة من بني عامر بن لؤي يعني يوم صفين مع معاوية (2) أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءته عليه حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشير القرشي الدمشقي حدثنا عبد الله بن ثابت حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر عن العلاء بن سفيان قال غزا بسر بن أبي أرطأة الروم فجعلت ساقته لا يزال يصاب منها طرف فجعل يلتمس أن يصيب الذين يلتمسون عورة ساقته فيكمن لهم الكمين فجعلت بعوثه تلك لا تصيب ولا تطفر فلما رأى ذلك تخلف في مائة من جيشه ثم جعل يتأخر حتى تخلف وحده فبينا هو يسير في بعض أودية الروم إذ رفع إلى قرية ذات جوز كثير وإذا براذية مربطة بالجوز ثلاثين برذونا والكنيسة إلى جانبهم فيها فرسان تلك البراذين الذين كانوا يعقبونه في ساقته فنزل عن فرسه فربطه مع تلك البراذين ثم مضى حتى أتى الكنيسة فدخلها ثم أغلق عليه وعليهم بابها فجعلت الروم تعجب من إغلاقه وهو وحده فما اشتغلوا إلى رماحهم حتى صرع ثلاثة وفقده أصحابه فلاموا أنفسهم فقالوا إنكم لأهل أن تجعلوا مثلا للناس إن أميركم خرج معكم فضيعتموه حتى هلك ولم يهلك منكم أحد فبينا هم يسيرون في الوادي حتى أتوا مرابط تلك البراذين فإذا فرسه مربوط معها فعرفوه وسمعوا الجلبة في الكنيسة فأتوها فإذا بابها مغلق فبلغوا طائفة من سقفها فنزلوا عليها وهو ممسك طائفة من أمعائه بيده اليسرى والسيف بيده اليمنى فلما تمكن أصحابه في الكنيسة سقط بسر مغشيا عليه فأقبلوا على من كان بقي فأسروه وقبلوا (3) فأقبلت عليهم الأسارى فقالوا نشهدكم (4) الله من هذا الذي دخل علينا
(١٤٩)