أرز (1) من أفلت إلى أهل الأبواب التي تلي غيره وقد كان المسلمون دعوهم إلى المناظرة فأبوا وأبعدوا فلم يفجأهم إلا وهو يتوقعون (2) لهم بالصلح فأجابوهم وقبلوا منهم وفتحوا لهم الأبواب وقال ادخلوا وتمنعونا من أهل ذلك الباب فدخل أهل كل باب بصلح مما يليهم ودخل خالد مما يليه عنوة فالتقى خالد والقواد في وسطها هذا (3) استعراضا وانتهابا وهؤلاء صلحا وتسكينا فأجروا ناحية خالد (4) مجراهم وقالوا قد قروا إلينا ودخلوا معنا فأجاز لهم عمر ذلك رضي الله عنه فأجرى النصف الذي أخذ عنوة مجرى الصلح فصار صلحا وكان صلح دمشق على المقاسمة الدينار والعقار والدينار على كل رأس واقتسموا الأسلاب فكان أصحاب خالد فيها كأصحاب سائر القواد وجرى على الديار ومن بقي في الصلح جريب (5) من كل جريب أرض ووقف ما كان للملوك ومن صوب معهم فيئا وقسموا لذي الكلاع ومن معه ولأبي الأعور ومن معه ولبشير ومن معه وبعثوا بالبشارة إلى عمر رضي الله عنه وقدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن اصرف جند العراق إلى العراق وأمرهم بالحث (6) إلى سعد بن مالك فأمر على جند العراق هاشم بن عتبة وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو وعلى مجنبتيه عمر بن مالك الزهري وربعي بن عامر وضربوا (8) بعد دمشق نحو سعد (9) فخرج هاشم نحو العراق في جند أهل العراق وخرج القواد نحو فحل وأصحاب هاشم عشرة آلاف إلا من أصيب منهم فأتموهم بأناس ممن لم يكن منهم منهم قيس والأشتر وخرج علقمة ومسروق إلى إيلياء فنزلا على طريقها وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد أهل اليمن عدد منهم عمرو بن شمر بن غزية (9)
(١٣١)