باب الجابية وألح خالد على الباب الشرقي فافتتحه عنوة فقال خالد لأبي عبيدة أسبهم فإني قد افتتحتها عنوة فقال أبو عبيدة لا إني قد أمنتهم ودخل المسلمون دمشق قالوا وكان فتح دمشق سنة أربع عشرة في رجب ولخمس عشرة مضت من رجب يوم الأحد ولثلاثة عشر شهرا من خلافة عمر إلا سبعة أيام وكان أهل دمشق قد بعثوا إلى قيصر وهو بأنطاكية رسلا أن العرب قد حاصرونا وليست لنا بهم طاقة وقد قاتلناهم مرارا فعجزنا عنهم فإن كان لك فينا وفي السلطان علينا حاجة فأمددنا وأعنا (1) وإلا فإنا في ضيق وجهد واعذرنا وقد أعطانا القوم الأمان ورضوا منا بالجزية اليسيرة فسرح إليهم أن تمسكوا بحصنكم وقاتلوا عدوكم على دينكم فإنكم إن صالحتموهم وفتحتم حصنكم لهم لم يفوا لكم وخيركم (2) على دينهم واقتسموكم بينهم وأنا مسرح إليكم الجيش في إثر رسولي هذا فانتظروا جيشه فأبطأ عليهم وكتب عمر إلى أبي عبيدة يأمره بالمناهضة وذكر سيف بن عمر أن فتح دمشق كان بعد وقعة اليرموك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنبأ أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر (3) عن أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا لما هزم الله عز وجل جند اليرموك وتهافت أهل الواقوصة وفرغ من المقاسم والأثقال (4) وبعث بالأخماس وسرحت الوفود استخلف أبو عبيدة على اليرموك بشير بن كعب بن أبي الحميري كيلا يغتال بردة ولا تقطع العدو (5) على مواده وخرج أبو عبيدة حتى ينزل بالصفرين (6) وهو
(١٢٧)