شرح السير الكبير - السرخسي - ج ١ - الصفحة ٩٠
والمراد بالذكر الوعظ. ففي الحديثين كراهة رفع الصوت عند سماع القرآن والوعظ. فتبين به أن ما يفعله الذين يدعون الوجد والمحبة مكروه ولا أصل في الدين. ويستبين (1) به أنه تمنع الصوفية مما يعتادون من رفع الصوت وتخريق الثياب عند السماع، فان ذلك مكروه في الدين عند سماع القرآن والوعظ، فما ظنك عند سماع الغناء؟ فأما رفع الصوت عند الجنائز فالمراد به (2) النوح وتمزيق الثياب وخمش الوجوه، فذلك حرام. والمراد ما كان عليه أهل الجاهلية من الافراط في مدح الميت عند جنازته، حتى كانوا يذكرون في ذلك ما هو شبه المحال. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه (3) ولا تكنوا. أراد (4) به والله أعلم أن امنعوه عن ذلك ولا تذكروه بسوء.

(1) ه‍ " فبين "، ط " وتبين ".
(2) ساقطة من ط.
(3) في حاشية نسخة ق " معناه قولوا أير أبيك في فيك ولا تقولوا بالكناية يعنى فرج أبيك " والهن الفرج (القاموس).
(4) من هنا إلى قوله بسوء ساقط من ط، ه‍.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»