شرح السير الكبير - السرخسي - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
وطئها بشبهة فعليها أن تعتد بثلاث حيض، وليس عليه أن يردها حتى تعلم أنها حامل أو غير حامل (1).
356 - وعن أبي جعفر محمد بن علي قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع خالد ببني جذيمة (2) رفع يديه حتى رؤى (3) بياض إبطيه وهو يقول: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد. ثلاث مرات ". ثم دعا عليا رضي الله عنه فقال: خذ هذا المال فاذهب به إلى بنى جذيمة واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك. يعنى ما كان بينهم وبين أهل مكة من الخماشات (4) والذحول (5) في الجاهلية. قال: فد لهم ما أصاب خالد. فخرج إليهم على بذلك المال فودى لهم كل ما أصاب خالد منهم، حتى إنه أدى لهم ميلغة (6) الكلب. حتى إذا لم يبق شئ يطلبونه وبقيت مع علي بقية من المال، قال على رضي الله عنه: هذه البقية من المال لكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أصاب خالد

(1) في هامش ق " أبو الرقاد قال: لقد خشيت أن يكون من صلبي بميسان رجال ونساء - هي من كور العراق -. وإنما قال ذلك لأنه سبى جارية من أهل ميسان قد وطئها زمانا ثم لما أمرهم عمر رضي الله عنه بتخلية السبي خلى هو تلك الجارية ولم يدر أكانت حاملا أم لا. مغرب ".
(2) في هامش ق " جذيمة كسفينة. قبيلة من عبد القيس. قاموس ".
(3) ب " يرى ".
(4) ب " الحماسات " والخماشات الجراحات كما في هامش ق عن الحصيري. وفى هامش ق أيضا: " وفى حديث قيس بن عاصم: كانت بيننا وبينهم خمشات في الجاهلية واحدها خماشة، أي جراحات وجنايات ومن كل ما كان دون القتل والدية من قطع أو جدع أو جرح أو ضرب أو نهب ونحو ذلك من أنواع الأذى. ومنه حديث الحسن وسئل عن قوله تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها ".
فقال: هذا من الخماش. أراد الجراحات التي لا قصاص فيها.
(5) الذحول: الأحقاد والعداوة (قاموس).
(6) في هامش ق " الميلغ والميلغة بكسرهما الاناء يلغ فيه الكلب في الدم. قاموس ".
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»