358 - واستدل عليه (68 ب) بحديث الزهري أن ثعلبة وأسيد ابني سعية (1) وأسيد (2) بن عبيد قالوا لبني قريظة حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محاصرا لهم: يا معشر بني قريظة! أسلموا تأمنوا على دمائكم وأموالكم هذا والله الذي كان أخبركم به بنو (3) الهيبان (4) قالوا: ليس به.
وقصة الهيبان مذكورة في المغازي أنه كان حبرا من أحبار الشام قدم على يهود يثرب قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحضره الموت فجمعهم فقال: أتدرون لم تركت أرض الخمر والخمير يعنى الخصب من أرض الشام فنزلت بأرض الجدب والشدة؟ قالوا: لا. قال:
لأجل نبي قد أظل زمانه (5) وهذا مهاجره، وكنت أرجوا أن أدركه، فمن يدركه منكم فليقرئه منى السلام وليؤمن به، فإنه خاتم النبيين وخير الخلائق أجمعين.
قال: فلما كانت الليلة التي في صبيحتها نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ابنا سعية وابن عبيد حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وأمنوا على دمائهم وأموالهم.
وفى هذا دليل على أن المحاصر يأمن بالاسلام كما يأمن غير المحاصر.