بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد المبرأ من اشراك المشركين الفرد المنزه عن الحاد الملحدين الذي ليس بمكيف فيحاط بالحواس ولا بذي غاية فيوصف بالأنفاس لا يدرك فكر القلوب كنه ربوبيته ولا فطن العقول بعلم كيفية وحدانيته وقد دلت الدلالات الواضحات على ربوبيته والآيات المحكمات على ألوهيته حتى اضطربت له العقول بأنه خالق واطمأنت إليه الأنفس بأنه رازق واشهد ان لا اله الا الذي هو [...] الضمائر والصدور الخالق ما في البراري والبحور الذي لا يواري عنه ليل داج ولا سماء ذات أبراج واشهد ان محمدا المبعوث بالحق المبين المتمسك بحبله المتين الملهم اهدى السبيل حتى هدى به من التضليل سيد المرسلين ورسول العالمين فصلى الله عليه ناهيا وآمرا ومبيحا وزاجرا وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين.
اما بعد: فاني لما رأيت السنن ملجا المسلمين في الأحوال ومقصد الصالحين في الأعمال وانها وان كان فيها الفضائل الخطيرة فقد شابها الأباطيل الكثيرة وصعب تلخيص الدليل من الصريح مع تمييز السقيم من الصحيح الا بمعرفة تاريخ الثقات بكيفية ما كانوا عليه في الحالات. أردت ان املي في مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار دون الضعفاء والمتروكين وأضداد العدول من المجروحين كتابا لطيفا للمقتبسين واقصد في ترصيفها للمتعلمين قصد تفصيل المدن في الأصقاع لما يؤمل فيها من الانتفاع لأنها ستة أصقاع تشملها عمارة الاسلام وما وراءها من المدن يسكنها غير اولي الأحلام:
أولها: الحجاز بحواليها.
والثاني: العراق بنواحيها.