الذي قد عداه الله عن حقيقته إلى أن حوصر يوم الجمعة لليلة مضت من ذي القعدة وبقى في الحصار تسعة وأربعين يوما يذود عنه علي بن أبي طالب في بنى هاشم وطلحة والزبير فيمن أطاعهما من قريش إلى أن تسلق عليه سودان بن حمران المرادي بالليل ومعه مشقص فوجأه وهو يقرأ سورة البقرة فوقعت أول قطرة من دمعه على قوله فسيكفيكهم الله وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثنى عشر يوما ودفن بين المغرب والعشاء وصلى عليه جبير بن مطعم وذلك ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة ودلته في قبره نائلة وأم البنين [5] علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن الهاشمي وأم علي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهاشم أخو هشام فاستخلف علي رضي الله عنه بعد دفن عثمان وبايعه الناس في السر والاعلان فجرد على أسباب الدين تجريدا وأغضى عن التمويه والتبديل ولزم الطريقة الواضحة ورام رد الناس عن تمكنهم من الدنيا وتمتعهم بنزهتها وطيباتها على ما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فالتاثت عليه الأمور حتى كان من أمره ما كان من الحوادث على حسب ما ذكرنا تفصيل الأيام في خلافته في كتاب الخلفاء وهو مصر في ذلك كله على إظهار الدين والعزوف عن هذه الفانية القذرة على ما كان فيه ما كان من غير أن تأخذه في الله لومة لائم إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي في مسجد الكوفة بسيف مسموم عند قيامه إلى الصلاة وذلك ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ومات رضي الله عنه غداة يوم الجمعة وله يوم مات اثنتان وستون سنة وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوما واختلفوا في قبره وليس عندي فيه شئ صحيح فاذكره [6] الحسن بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء كنيته أبو محمد سم حتى نزل كبده وأوصى إلى أخيه الحسين ومات بالمدينة في شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين بعد
(٢٤)