أحبكم إلى من كف عنا لسانه وسلاحه ثم أشرف عليهم فقال أفيكم علي قالوا لا قال أفيكم سعد قالوا لا فقال أذكركم بالله هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بشئ فاتبعتها من مالي وجعلتها للغني والفقير وابن السبيل فقالوا نعم قال فاسقوني منها ثم قال ألا أحد يبلغ عليا فيسقينا ماء فبلغ ذلك عليا فبعث إليه بثلاث قرب مملوءة فما كادت تصل إليه حتى خرج في سببها عدة من بنى هاشم وبنى أمية حتى وصل الماء إليه ثم قال عثمان والله لو كنت في أقصى داري ما طلبوا غيري ولو كنت أدناهم ما جازوني إلى غيري سنجتمع نحن وهم عند الله وسترون بعدي أمورا تتمنون أنى عشت فيهم ضعف أمري والله ما أرغب في إمارتهم ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لي إذا ألبسك الله قميصا وأرادوك على خلعه فلا تخلعه لحبست في بيتي وتركتكم وإمارتكم ووالله لو فعلت ما تركوني وإنهم قد خدعوا وغروا والله لو أقتل لمت لقد كبر سنى ورق عظمي وجاوزت أسنان أهل بيتي وهم على هذا لا يريدون اللهم فشتت
(٢٦١)