لا يطولن عليك الأمد ولا يقسون قلبك ولا تكونن من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون يا عبد الله إن كنت عملت خيرا فأتبع خيرا خيرا فإنه سيأتي عليك يوم تود لو ازددت وإن كان مضى منك لهم لا محالة فاعمل خيرا فإنه يقول إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين يا عبد الله ما علمك الله في كتابه من علم فاحمد الله عليه وما استؤثر عليك فيه من علم فكله إلى عالمه ولا تكلف فإنه يقول قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين يا عبد الله اعلم أن العبد إذا طالت غيبته وحانت جيئته فانتظره أهله كأن قد جاء فأكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله والسرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهن لله بواد قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن إبراهيم قال كان الربيع بن خثيم يزور علقمة وكان في الحي جماعة والطريق في المسجد فدخل المسجد نساء فلم يطرف الربيع حتى خرجن فقيل له ما يمنعك أن تدخل على علقمة قال إن بابه مصفق وأنا أكره أن أؤذيه قال أخبرنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن شقيق قال أتينا الربيع بن خثيم في نفر من أصحاب عبد الله نعوده أو قال نزوره فمررنا برجل فقال أين تريدون فقلنا نريد الربيع فقال إنكم لتأتون رجلا إن حدثكم لم يكذبكم وإن وعدكم لم يخلفكم وإن ائتمنتموه لم يخنكم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن أبي وائل قال أتينا الربيع بن خثيم في داره فقال رجل إنكم لتأتون رجلا إن حدثكم لم يكذبكم وإن ائتمنتموه لم يخنكم قال فدخلنا عليه فقال الحمد لله الذي لم تأتوني لأزني فتزنون
(١٨٤)