كثير بن زيد (من رجال أبي داود والترمذي) كثير بن زيد الأسلمي ثم السهمي أبو محمد المدني يقال له: ابن صافنة قال ابن سعد: كان كثير الحديث، وقال ابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين وقال ابن عمار الموصلي: ثقة، وفي رواية الدورقي عن ابن معين ليس به بأس وقال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي (1).
روى عن المطلب بن عبد الله والوليد بن كثير وعثمان بن ربيعة وعمر ابن عبد العزيز وعثمان بن سعيد وغيرهم.
وعنه سفين بن حمزة وحماد بن زيد وسليمان بن بلال وأبو أحمد الزبيري وحاتم بن إسماعيل وأبو عامر العقدي وغيرهم ومن أحاديثه ما رواه الطبراني وقال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا سليمان ابن بلال، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي فقال: " لا يدخل علي أحد " فانتظرت فدخل الحسين عليه السلام فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي، فقلت:
والله! ما علمت حين دخل فقال:
" ان جبريل عليه السلام كان معنا في البيت فقال: تحبه؟
قلت: اما من الدنيا فنعم " قال:
" إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها: كربلاء ".
فتناول جبريل عليه السلام من تربتها، فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين عليه السلام حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا:
كربلاء. قال: صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
" أرض كرب وبلاء " (2).
وقال الطبراني أيضا: حدثنا محمد بن علي الصالغ، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا سفين بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب قال: لما أحيط بالحسين بن علي عليه السلام قال: ما اسم هذه الأرض؟ قيل: كربلاء فقال: صدق النبي صلى الله عليه وسلم: " أنها أرض كرب وبلاء " (3).
هذا حديث صحيح وفي هذا الباب عن أنس بن الحارث وأنس بن مالك وعلي بن أبي طالب وابن عباس وأم سلمة وعائشة وأم الفضل وأبي هريرة وأبي بكر وعمر وجماعة آخرين.