كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ١٠٠
عبد الرحمن بن أبي حماد، فإن الظاهر أن منشأ تضعيفه ما ذكره من غلوه، ومثله ما في خلف بن محمد من أنه كان غاليا، في مذهبه ضعف لا يلتفت إليه، وما في سهل بن زياد من أنه كان ضعيفا جدا فاسد الرواية والمذهب، وكان أحمد بن محمد بن عيسى أخرجه من قم. والظاهر أن منشأ جميعه ما حكاه النجاشي عن أحمد المذكور من أنه كان يشهد عليه بالغلو والكذب، فأخرجه عنه (1) وما في حسن بن مياح من أنه ضعيف غال، وفي صالح بن سهل: غال كذاب وضاع للحديث، لا خير فيه ولا في سائر ما رواه "، وفي صالح بن عقبة " غال كذاب لا يلتفت إليه "، وفي عبد الله بن بكر " مرتفع القول ضعيف، وفي عبد الله بن حكم " ضعيف مرتفع القول "، ونحوه في عبد الله بن سالم وعبد الله بن بحر وعبد الله بن عبد الرحمان.
الثاني: إن الظاهر أنه كان غيورا في دينه، حاميا عنه، فكان إذا رأى مكروها اشتدت عنده بشاعته وكثرت لديه شناعته، مكثرا على مقترفه من الطعن والتشنيع واللعن والتفظيع، يشهد عليه سياق عبارته، فأنت ترى أن غيره في مقام التضعيف يقتصر بما فيه بيان الضعف، بخلافه فإنه يرخي عنان القلم في الميدان باتهامه بالخبث والتهالك واللعان، فيضعف مؤكدا وإليك نماذج قال في المسمعي: " إنه ضعيف مرتفع القول، له كتاب في الزيارات يدل على خبث عظيم ومذهب متهافت وكان من كذابة أهل البصرة ".
وقال حول كتاب علي بن العباس: " تصنيف يدل على خبثه وتهالك مذهبه لا يلتفت إليه ولا يعبأ بما رواه ".
وقال في جعفر بن مالك: " كذاب متروك الحديث جملة، وكان في مذهبه ارتفاع، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، وكل عيوب الضعفاء مجتمعة فيه ".

(١) رجال النجاشي: الرقم 490.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 105 107 ... » »»
الفهرست