كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٩٩
أو راويا ممن يضع الحديث، والتوثيق والجرح المبنيان على إتقان المتن، وموافقته مع العقيدة، من أخطر الطرق إلى تشخيص صفات الراوي من الوثاقة والضعف.
ويشهد على ما ذكرنا أن الشيخ والنجاشي ضعفا محمد بن أورمة، لأنه مطعون عليه بالغلو وما تفرد به لم يجز العمل به (1) ولكن ابن الغضائري أبرأه عنه، فنظر في كتبه ورواياته كلها متأملا فيها، فوجدها نقية لا فساد فيها، إلا في أوراق ألصقت على الكتاب، فحمله على أنها موضوعة عليه.
وهذا يشهد أن مصدر قضائه هو التتبع في كتب الراوي، وتشخيص أفكاره وعقائده وأعماله من نفس الكتاب.
ثم إن للمحقق الشيخ أبي الهدى الكلباسي كلاما حول هذا الكتاب يقرب مما ذكره المحقق البهبهاني، ونحن نأتي بملخصه وهو لا يخلو من فائدة.
قال في سماء المقال: " إن دعوى التسارع غير بعيدة نظرا إلى أمور (2):
الأول: إن الظاهر من كمال الاستقراء في أرجاء عبائره، أنه كان يرى نقل بعض غرائب الأمور من الأئمة عليهم السلام من الغلو على حسب مذاق القميين، فكان إذا رأى من أحدهم ذكر شئ غير موافق لاعتقاده، يجزم بأنه من الغلو، فيعتقد بكذبه وافترائه، فيحكم بضعفه وغلوه، ولذا يكثر حكمه بهما (بالضعف والكذب) في غير محلهما.
ويظهر ذلك مما ذكره من أنه كان غاليا كذابا كما في سليمان الديلمي، وفي آخر من أنه ضعيف جدا لا يلتفت إليه، أو في مذهبه غلو كما في

(١) رجال الشيخ الصفحة ٥١٢ رقم ١١٢، الفهرس: " الطبعة الأولى " الصفحة ١٤٣.
الرقم ٦١٠، وفي " الطبعة الثانية ": الصفحة ١٧٠ الرقم ٦٢١، ورجال النجاشي:
الرقم 891.
(2) ذكر رحمه الله أمورا واخترنا منها أمرين.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 105 ... » »»
الفهرست