كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٤٧٠
كما أنه نسبه إلى التخليط ولم يبين المراد منه. فنحن نأخذ بما أطبق عليه الجل بل الكل ولا نبالي بهذا القول المجمل من ابن فضال الفطحي ولا نرفع اليد عن الأدلة القوية الدالة على جلالته باخبار آحاد غير قطعية السند والمفاد.
ه‍ ذكر الأصحاب في تمييز روايات كل من المرادي والأسدي عن الآخر قرائن وشواهد. وحيث إن كلا منهما ثقة جليل، فلا فائدة مهمة في التمييز إلا عند تعارض رواياتهما. لان المشهور ترجيح المرادي على الأسدي. وخيرة بعض آخر كالسيد الداماد والمحقق الخوانساري العكس.
لكنا نذكر ما ذكره الرجاليون تتميما للفائدة واستيفاءا للبحث فنقول: إن علي بن أبي حمزة روى عن الأسدي كثيرا وكان قائده (1) والظاهر أنه لم يرو عن المرادي أصلا. كما أن رواية شعيب العقرقوفي وعبد الله بن وضاح والحسين بن أبي العلاء وجعفر بن عثمان قرينة على كون المراد من أبي بصير هو الأسدي.
وإذا كان الراوي عن أبي بصير عبد الله بن مسكان أو أبا جميلة مفضل بن صالح أو أبان بن عثمان فالمراد به الليث المرادي.
قال المحقق التستري بعد ذكر مميزات الأسدي وتزييف بعضها ما هذا لفظه: " إذا كان يحيى وليث في عصر واحد فأي مانع من أن يروي كل من روى عن أحدهما عن الآخر؟ حتى إن البطائني الذي اتفقوا على أنه من رواة يحيى وقائد يحيى يجوز أن يروي عن ليث وإن لم نقف عليه محققا " (2).
وقريب منه ما أفاده العلامة الكلباسي في " سماء المقال " بعد الفحص عن مميزات كل من الأسدي والمرادي عن الآخر (3). هذا، وسيوافيك ما يدل

(1) فهرس النجاشي، الرقم 656.
(2) قاموس الرجال ج 11، الصفحة 167.
(3) سماء المقال ج 1، الصفحة 133.
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست