قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣٨٦
رضي، وكان عنده رجل من أهل المدينة مقبل عليه، فقعدت عند باب البيت على بثي وحزني، إذ دخل بشير الدهان فسلم وجلس عندي فقال لي: سله من الإمام بعده، فقلت له: لو رأيتني مما خرجت من هيبته لم تقل لي سله، فقطع أبو عبد الله حديثه مع الرجل، ثم أقبل فقال: يا أبا محمد! ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا، وإنما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أمرتم (1).
والعنوان محرف " في أبي بصير وعلباء بن دراع الأسدي " والمراد بأبي بصير فيه " يحيى " كما سيحقق إن شاء الله، وليس التحريف منحصرا به، بل كان في الترجمة أربعة أخبار أخر غير ذاك الخبر وقعت في النسخة في عنوان " أبي بصير ليث بن البختري المرادي " الذي ذكر هذا بعده بلا فصل.
أحدها: محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير، فقال: اسمه " يحيى بن أبي القاسم " فقال: أبو بصير: كان يكنى " أبا محمد " وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا يتهم، ولكن كان مخلطا.
فإنه لا معنى لأن يورد خبرا في شرح حال " يحيى " في " ليث " فلابد أنه كان في العنوان الأول وأن العنوان الأول كان كما قلنا بلفظ " في أبي بصير وعلباء " حتى يسأل محمد بن مسعود العياشي علي بن فضال عنه بأن أبا بصير هذا من؟
فيجيبه بأن اسمه كذا وكنيته كذا، إلى غير ذلك مما شرح فيه.
والخبر الثاني من الأربعة: حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما احتجنا أن نسأل عن شئ، قال: عليك بالأسدي يعني أبا بصير (2).
وهو كالأول في وضوح خروجه عن المرادي، لكنه ليس كالأول في وضوح وروده في " يحيى " إلا أنه بعد تعريف الخبر الأول " يحيى " بكونه مولى بني أسد وأنه الذي يعبر عنه بأبي بصير المطلق يعلم إرادة " يحيى " منه.

(1) الكشي: 174.
(2) الكشي: 171.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»
الفهرست