قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٩١
(إلى أن قال) فصاح بي: أدن مني لقني الشهادة، فصرت إليه فلما قربت منه استدناني، ثم التقم أذني فذهب بها فجعلت ألعنه، فقال: إذا صرت إلى أمك فقالت:
من فعل بك هذا؟ فقل: فعله بي مخدوع المرأة التي أرادت أن تكون أمير المؤمنين (1).
وفي عقد ابن عبد ربه: دخلت أم أوفى العبدية بعد الجمل على عائشة فقالت لها: ما تقولين في امرأة قتلت ابنا لها صغيرا؟ قالت: وجبت لها النار، قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفا في صعيد واحد؟ قالت:
خذوا بيد عدوة الله (2).
ومر في أم سلمة خبر أبي مخنف في خروج عائشة إلى الجمل أن أم سلمة قالت لها: وإنك لتعرفين منزلة علي (عليه السلام) عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفأذكرك؟ قالت: نعم، قالت: أتذكرين يوم أقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال خلا بعلي (عليه السلام) يناجيه فأطال، فأردت أن تهجمين عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت، فما لبثت أن رجعت باكية، فقلت: ما شأنك، فقلت: إني هجمت عليهما وهما يتناجيان، فقلت لعلي ليس لي من النبي إلا يوم من تسعة أيام أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي، فأقبل النبي علي وهو غضبان محمر الوجه فقال: ارجعي وراءك، والله! لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم إلا وهو خارج عن الإيمان، فرجعت نادمة ساقطة؟ فقالت: نعم أذكر ذلك، قالت: وأذكرك أيضا، كنت أنا وأنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنت تغسلين رأسه وأنا أحيس له حيسا - وكان الحيس يعجبه - فرفع رأسه وقال: " يا ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدأب (3) تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط " فرفعت يدي من الحيس، فقلت: أعوذ بالله ورسوله من ذاك، ثم ضرب على ظهرك وقال: " إياك أن تكونيها يا حميراء!

(1) مروج الذهب: 2 / 370.
(2) العقد الفريد: 4 / 305.
(3) في المصدر: الأذنب.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست