قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٨
سبحان الله! فقال: إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم.
وروى سنن أبي داود أن عائشة قالت للنبي (صلى الله عليه وآله): حسبك من صفية كذا وكذا - تعني قصيرة - فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته (1).
وروى ميزان الذهبي عن مالك بن مالك - وقد ذكره ابن حبان في ثقاته - عنها قالت: قلت: يا رسول الله، ليس من نسائك أحد إلا ولها عشيرة تلجأ إليها غيري، فإن حدث بك حدث إلى من ألجأ؟ قال: إلى علي (2).
وفي سيرة ابن هشام قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: حدثت عن صفية قالت: كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه، فلما قدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة ونزل قباء غدا عليه أبي وعمي مغلسين فلم يرجعا إلا مع الغروب، فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهويني، فهششت إليهما فما التفتا إلي. وسمعت عمي وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله! قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت (3).
[148] صفية بنت عبد المطلب في الجزري: كانت صفية في فارع - حصن حسان في الخندق - قالت: وكان حسان معنا في الحصن مع النساء والصبيان حيث خندق النبي (صلى الله عليه وآله) فمر بنا رجل يهودي، فجعل يطيف بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين النبي (صلى الله عليه وآله) وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، والنبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا إن أتانا آت، فقلت: يا حسان، هذا اليهودي يطوف بنا ولا آمنه أن يدل على عوراتنا من وراءنا من يهود فانزل إليه فاقتله،

(١) سنن أبي داود: ٤ / ٢٦٩.
(٢) ميزان الاعتدال: ٣ / ٤٢٨.
(٣) السيرة النبوية: ٢ / 165.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست