قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٨٥
فإما عزلته عنا فشكرناك وإما لا فعرفناك! فقال: أتهدديني بقومك؟ لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه، فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول:
صلى الإله على جسم تضمنه * قبر فأصبح فيه العدل مدفونا قد حالف الحق لا يبغي به بدلا * فصار بالحق والإيمان مقرونا قال: ومن ذلك؟ قالت: علي بن أبي طالب، قال: وما صنع لك حتى صار عندك كذلك؟ قالت: قدمت عليه في رجل ولاه صدقتنا قدم علينا من قبله فكان بيني وبينه ما بين الغث والسمين، فأتيت عليا (عليه السلام) لأشكو إليه ما صنع بنا فوجدته قائما يصلي، فلما نظر إلي انفتل من صلاته، ثم قال لي برأفة وتعطف: ألك حاجة؟
فأخبرته الخبر، فبكى ثم قال: اللهم إنك أنت الشاهد علي وعليهم أني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك " ثم أخرج من جيبه قطعة جلد فكتب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم: قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين، بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ، إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك حتى يقدم عليك من يقبضه منك، والسلام، فأخذته منه ما ختمه بطين ولا خزمه بخزام فقرأته.
فقال لها معاوية: لقد لمظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون، ثم قال: اكتبوا لها برد مالها والعدل عليها، قالت: إلي خاص أم لقومي عام؟ قال: ما أنت وقومك؟ قالت: هي إذن والله الفحشاء واللؤم إن لم يكن عدلا شاملا وإلا فأنا كسائر قومي، قال: اكتبوا لها ولقومها (1).
[143] سهلة بنت سهيل روى سننن أبي داود أنها استحيضت فأمرها النبي (صلى الله عليه وآله) أن تغتسل عند كل

(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست