قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢٦٠
يوفدها إليه (إلى أن قال) فقال لها معاوية: فهل تعلمين لم بعثت إليك؟ قالت: وهل يعلم ما في القلوب إلا الله؟ قال: بعثت إليك أسألك ألست راكبة الجمل الأحمر يوم صفين بين الصفين توقدين الحرب وتحضين على القتال فما حملك على ذلك؟
قالت: قد مات الرأس وبتر الذنب والدهر ذو غير، ومن تفكر أبصر والأمر يحدث بعده الأمر، قال: صدقت، فهل تحفظين كلامك يوم صفين؟ قالت: لا، قال: ولكني أحفظه لقد سمعتك تقولين: أيها الناس، إنكم في فتنة قد غشيتكم جلابيب الظلم وحارت بكم عن قصد المحجة، فيالها من فتنة عمياء صماء لا تسمع لناعقها ولا تنساق لسائقها، أيها الناس، إن المصباح لا يضيء في الشمس وإن الكواكب لا تقد مع القمر وإن البغل لا يسبق الفرس وإن الزف لا يوازن الحجر ولا يقطع الحديد إلا الحديد، ألا من استرشدنا أرشدناه ومن استخبرنا أخبرناه، إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها قصيرا (إلى أن قالت) ألا إن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء والصبر خير في الأمور عواقبا، إيها إلى الحرب قدما غير ناكصين، فهذا يوم له ما بعده.
ثم قال معاوية: والله يا زرقاء! لقد شركت عليا في كل دم سفكه، فقالت:
أحسن الله بشارتك وأدام سلامتك مثلك من بشر بخير وسر جليسه، قال لها: وقد سرك ذلك؟ قالت: نعم والله سرني قولك فأني لك بتصديق الفعل، فقال معاوية: والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب إلي من حبكم له في حياته، اذكري حاجتك، قالت:
إني آليت ألا أسأل أميرا أعنت عليه شيئا... الخ (1). ورواه ابن عبد ربه في عقده (2).
[112] زهراء أم أحمد مرت في أم أحمد.

(١) بلاغات النساء: ٣٢ - 34.
(2) العقد الفريد: 2 / 82.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»
الفهرست