قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٢١
وقام اسامة فجهز للخروج، فلما أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) سأل عن اسامة والبعث، فأخبر أنهم يتجهزون، فجعل يقول: " أنفذوا بعث اسامة، لعن الله من تخلف عنه " ويكرر ذلك، فخرج اسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه، حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين، ومن الأنصار أسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول ام أيمن يقول له: ادخل فإن رسول الله يموت، فقام من فوره فدخل المدينة واللواء معه، فجاء به حتى ركزه بباب النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي (صلى الله عليه وآله) قد مات في تلك الساعة، قال: فما كان أبو بكر وعمر يخاطبان اسامة إلى أن ماتا إلا بالأمير (1).
وروى مسندا عن القاسم بن محمد قال: لما اجتمع الناس على أبي بكر قسم قسما بين نساء المهاجرين والأنصار، فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت، فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر للنساء، قالت:
" أتراشوني عن ديني! والله لا أقبل منه شيئا " فردته عليه (2).
قال: وحدثني المؤمل بن جعفر قال: حدثني محمد بن ميمون قال: حدثني داود بن المبارك قال: أتينا عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ونحن راجعون من الحج في جماعة، فسألناه عن مسائل وكنت أحد من سأله، فسألته عن أبي بكر وعمر، فقال: أجيبك ما أجاب به جدي عبد الله بن الحسن، فإنه سئل عنهما فقال: كانت امنا فاطمة صديقة ابنة نبي مرسل وماتت وهي غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها.
قال الشارح: وقد أخذ هذا المعنى بعض شعراء الطالبيين من أهل الحجاز فقال:
يا أبا حفص ألهوينا وما * كنت مليا بذاك لولا الحمام أتموت البتول غضبى ونرضى؟! * ما كذا يصنع البنون الكرام (3)

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 52.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 52 - 53.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 49.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست