قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ٥١٣
الكوفة ليستنفر الناس في الجمل دخل عليه أبو مسعود الأنصاري وأبو موسى الأشعري فقالا: ما رأينا أمرا منذ أسلمت أكره عندنا من إسراعك إلى هذا الأمر، فقال عمار لهما: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر (1).
ولعل الثاني غير الأول. وفي شرح النهج: روى المنهال عن نعيم بن دجاجة قال: كنت جالسا عند علي (عليه السلام) إذ جاء أبو مسعود فقال علي (عليه السلام): جاءكم فروج، فجاء فجلس، فقال له علي (عليه السلام): بلغني أنك تفتي الناس، قال: نعم، وأخبرهم أن الآخر شر، قال: فهل سمعت من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا؟ قال: نعم، سمعته يقول: " لا يأتي على الناس سنة مائة وعلى الأرض عين تطرف " قال: أخطأت استك الحفرة وغلطت في أول ظنك، إنما عنى من حضره يومئذ، وهل الرخاء إلا بعد المائة!
وروى شعبة عن عبيدة بن الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل قال: حضرت عليا (عليه السلام) وقد سأله رجل عن امرأة توفي عنها زوجها وهي حامل، قال: تتربص أبعد الأجلين، فقال له رجل: فإن أبا مسعود يقول: وضعها انقضاء عدتها، فقال علي (عليه السلام): إن فروجا لا يعلم، فبلغ قوله أبا مسعود، فقال: بلى والله! أعلم أن الآخر شر (2).
وبالجملة: الأمر كما ترى، ولعل الثاني الغفاري، فعنون الجزري عن أبي نعيم " أبو مسعود " وروى عن أبي مسعود الغفاري قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وقد أهل شهر رمضان: لو يعلم العباد ما في شهر رمضان لتمنى العباد أن يكون شهر رمضان سنة.
وفي الطبري: كان حذيفة وأبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري في مسجد الكوفة، حيث صنع الناس بسعيد بن العاص ما صنعوا وأبو مسعود يعظم ذلك ويقول: ما أرى أن ترد على عقبيها حتى يكون فيها دماء، فقال حذيفة: والله!

(١) تذكرة الخواص: ٦٩.
(٢) شرح نهج البلاغة: ٤ / 76.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»