قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١١ - الصفحة ١٩٠
كان يرق لي ويرحمني، فإن رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت، فقال لي: إني دخلت على أبي وبين يديه حيس - أو هريسة - فقال لي: ادن يا بني فكل من هذا، هذا بعث به إلينا يونس، أنه من شيعتنا القدماء فنحن لك حافظون.
وعن العياشي، عن علي بن فضال مات يونس بن يعقوب بالمدينة، فبعث إليه أبو الحسن الرضا (عليه السلام) بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجده أن يحضروا جنازته، وقال لهم: هذا مولى لأبي عبد الله (عليه السلام) كان يسكن العراق، وقال لهم: احفروا له في البقيع، فإن قال لكم أهل المدينة: إنه عراقي ولا ندفنه في البقيع فقولوا لهم: هذا مولى لأبي عبد الله (عليه السلام) وكان يسكن العراق، فإن منعتمونا أن ندفنه في البقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع، فدفن في البقيع، ووجه أبو الحسن علي بن موسى (عليه السلام) إلى زميله محمد بن الحباب - وكان رجلا من أهل الكوفة - صل عليه أنت.
وعن علي بن الحسن، عن محمد بن الوليد، رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك، فقال لي: من هذا الرجل صاحب هذا القبر؟ فإن أبا الحسن علي بن موسى (عليه السلام) أوصاني وأمرني أن أرش قبره شهرا أو أربعين يوما في كل يوم، فقال أبو الحسن (عليه السلام) - الشك مني - قال: وقال لي صاحب المقبرة: إن السرير عندي - يعني سرير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - فإذا مات رجل من بني هاشم صر السرير، فأقول: أيهم مات حتى أعلم بالغداة فصر السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل؟ فقلت: لا أعرف أحدا منهم مريضا، فمن ذا الذي مات؟ فلما كان من الغد جاءوا وأخذوا مني السرير، وقالوا: مولى لأبي عبد الله (عليه السلام) كان يسكن العراق.
وقال علي بن الحسن: كانت امه أخت معاوية بن عمار، وكانت تدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) وامرأته كانت مضرية وكانت تدخل على أبي عبد الله (عليه السلام).
وعنه، عنه، عن صفوان قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت فداك! سرني ما فعلت بيونس؟ فقال لي: أليس بما صنع الله بيونس أن نقله من العراق إلى جوار نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم).
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»