قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٦٩
وفيه في عرض الحسين (عليه السلام) على أصحابه فسخ بيعته وأن يذهبوا حيث شاؤوا: قال الضحاك بن عبد الله المشرقي: فقام إليه مسلم بن عوسجة فقال: أنحن نخلي عنك؟ ولما نعذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله! حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك؛ ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك (1).
وفيه: أن عمرو بن الحجاج حمل على الحسين (عليه السلام) في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات، فاضربوا (2) ساعة، فصرع مسلم بن عوسجة أول أصحاب الحسين (عليه السلام) ثم انصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه وارتفعت الغبرة، فإذا هم به صريع، فمشى إليه الحسين (عليه السلام) فإذا به رمق، فقال: رحمك ربك يا مسلم! منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. ودنا منه حبيب بن مظاهر، فقال: عز علي مصرعك يا مسلم! أبشر بالجنة! فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بالخير، فقال له حبيب: لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك حتى أحفظ لك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين، قال: بل أنا أوصيك يرحمك الله بهذا - وأهوى بيده إلى الحسين (عليه السلام) - أن تموت دونه، قال: أفعل ورب الكعبة؛ فما كان بأسرع من أن مات في أيديهم، وصاحت جارية له فقالت: يا ابن عوسجتاه! يا سيداه! فتنادى أصحاب عمرو بن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة، فقال شبث لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم أمهاتكم! إنما تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة، أما والذي أسلمت له لرب موقف له قد رأيته في المسلمين كريم، لقد رأيته يوم سلق آذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون؟! وكان الذي قتل ابن عوسجة مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي (3).

(١) تاريخ الطبري: ٥ / ٤١٩.
(٢) وفي المصدر: فاضطربوا.
(٣) تاريخ الطبري: ٥ / 435 - 436.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»