قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٦٦
عباس قال: قال علي (عليه السلام): يا رسول الله إنك لتحب عقيلا؟ قال: إي والله! إني لأحبه حبين: حبا له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون. ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما يلقى عترتي من بعدي (1).
أقول: وروى الطبري عن عقبة بن سمعان: أن الحسين (عليه السلام) كتب إلى أهل الكوفة: أما بعد، فإن هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم: أنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق؛ وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، وأمرته أن يكتب إلي بحالكم وأمركم ورأيكم، فإن كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله، فلعمري! ما الإمام إلا العامل بالكتاب.
وفيه - بعد ذكره بعثه (عليه السلام) له من مكة إلى الكوفة مع قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبيد السلولي وعبد الرحمن الأرحبي (وهم أوساط رسل أهل الكوفة إليه (عليه السلام)) ومجئ مسلم معهم أولا إلى المدينة وأخذه دليلين منها إلى الكوفة، وكتابه إليه (عليه السلام) من الطريق مع قيس بن مسهر من موضع يدعى " المضيق " أن دليليه ضلا وماتا عطشا، ولم ينج هو ومن معه إلا بحشاشة أنفسهم، فإن رأيت أعفيتني وأنه تطير من وجهه ذاك -: وكتب الحسين (عليه السلام) إليه: " خشيت ألا يكون حملك على الاستعفاء إلا الجبن فامض لوجهك " فقال مسلم لمن قرأ الكتاب: هذا ما لست أتخوفه على نفسي.
وفيه - بعد ذكر إثخان مسلم بالحجارة وعجزه عن القتال وإسناده ظهره إلى جنب دار طوعة، وأمان محمد بن الأشعث له حتى يدع القتال ويسلم نفسه، ففعل -

(1) أمالي الصدوق: 111.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»