قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٥٦
إن في هذه السنة مات " فينافيه ما في الكشي نقلا " عن الفضل بن شاذان من موته سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد ". والظاهر أصحية قول الكشي لأعرفية الفضل، ولأن الرشيد مات سنة ثلاث وتسعين وقد كان مات قبله فزعا منه - كما عرفته من خبري الكشي والإكمال المتقدمين، وصرح به الفضل - فلا يصح كون موته سنة 99 فضلا عن كون انتقاله ببغداد تلك السنة، ويظهر عدم صحة قول الشيخ في الرجال أيضا " بقي بعد أبي الحسن (عليه السلام) " فإن الكاظم (عليه السلام) إنما توفي سنة 83.
هذا، وقول ابن النديم: " كان منقطعا إلى البرامكة ملازما ليحيى، وكان القيم بمجالس كلامه ونظره، ثم تبع الصادق (عليه السلام) فانقطع إليه " غلط، فإن الصادق (عليه السلام) توفي زمن المنصور، ويحيى كان زمن هارون ابن ابنه بعد المهدي والهادي، فكيف ينقطع إلى الصادق (عليه السلام) بعد يحيى، وإنما في خبر الكشي - المتقدم - أنه كان أولا جهميا ثم تبع الصادق (عليه السلام) والجهمية أتباع جهم بن صفوان، قال السمعاني: زعم جهم أن وصفه تعالى بأنه شيء حي عالم ووصف غيره بذلك يقتضي التشبيه، بل أصل قوله بانقطاعه إلى يحيى غلط.
نعم، كان القيم لمجالس كلامه والحكم في اختلاف المتكلمين في مجلسه، وكيف! وكان عدوه وصار بذلك سبب هلاكه.
وروى الكافي " في باب ما أحل الله تعالى من النساء " مسندا عنه في خبر، قال هشام: وأما أمر المتعة فأمر غمض على كثير لعلة نهي من نهى عنه وتحريمه لها، وإن كانت موجودة في التنزيل ومأثورة في السنة الجامعة لمن طلب علتها وأراد ذلك فصار تزويج المتعة حلالا للغني والفقير ليستويا في تحليل الفرج، كما استويا في قضاء نسك الحج متعة الحج فما استيسر من الهدي للغني والفقير فدخل في هذا التفسير الغني لعلة الفقير، وذلك أن الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم قوة ليسع الغني الفقير، وذلك لأنه غير جائز أن يفرض الفرائض على قدر مقادير القوم، فلا يعرف قوة القوي من ضعف الضعيف، ولكن وضعت على قوة أضعف
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»