قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٦١
فقال لي - ابتداء -: لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى الخوارج، إلي إلي إلي، فقلت له: جعلت فداك! مضى أبوك؟ قال:
نعم، قلت: جعلت فداك! مضى في موت؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك! فمن لنا بعده؟ فقال: إن شاء الله يهديك هداك، قلت: جعلت فداك! إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه؟ فقال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال:
إن شاء الله يهدي هداك أيضا، قلت: جعلت فداك! أنت هو؟ قال: ما أقول ذلك، قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، قلت: جعلت فداك! عليك إمام؟ قال: لا؛ فدخلني شيء لا يعلمه إلا الله إعظاما له وهيبة أكثر ما يحل لي من أبيه إذا دخلت عليه، قلت: جعلت فداك! أسألك عما كان يسأل أبوك؟ قال: سل تخبر ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح، فسألته فإذا هو بحر، قلت: جعلت فداك! شيعتك وشيعة أبيك ضلال فألقي إليهم وأدعهم إليك، فقد أخذت علي بالكتمان؟ قال: من آنست منهم رشدا فالق عليه وخذ عليهم بالكتمان، فإن أذاعوا فهو الذبح - وأشار بيده إلى حلقه - فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدى، فحدثته بالقصة، ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير فدخلوا عليه وسمعوا كلامه وسألوه، قال: نعم، ثم قطعوا عليه، ثم لقينا الناس أفواجا، قال: وكل من دخل عليه قطع عليه إلا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد إلا قليلا من الناس، فلما رأى ذلك وسأل عن حال الناس، فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.
محمد بن مسعود، عن علي بن محمد القمي، عن أحمد البرقي، عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن عيسى - من أهل همدان - عن أسكيب بن عبدك الكيساني، عن عبد الملك بن هشام الخياط، قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أسألك جعلني الله فداك؟! قال: سل يا جبلي عماذا تسألني؟ فقلت: جعلت فداك! زعم هشام بن سالم أن الله عزوجل صورة، وأن آدم خلق مثل الرب، فنصف هذا ونصف هذا، وأوميت إلى جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»