قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٤٠٩
ما حملك على ما صنعت؟ فقال: قضيت بقضاء علي بن أبي طالب، فإنه قضى للابنة بالمال كله، فقيل له في ذلك، فقال: أعطيتها النصف بفريضة الله، وأعطيتها الآخر بقوله تعالى: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فقال له المهدي:
لتأتين بمن يعلم ذلك أو لأفعلن! فقال: سل الفقهاء والقضاة عن هذا، فإن كنت كاذبا فافعل ما شئت، فكتب المهدي إلى شريك وابن أبي ليلى وجماعة من فقهاء الكوفة ممن يتولى القضاء وغيرهم، فأحضروا ببغداد فسألهم عما قال نوح، فصدقوه ورووا ذلك له عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأسانيد كثيرة؛ فقال لنوح:
قد أجزت حكمك في هذه المرة، فإن عدت قتلتك (1).
هذا، وقد عرفت من نقل الكشي عن حمدان: أن أباه كان بقالا، ونقل مثله الخطيب عن أحمد بن عبد الله العجلي. ولكن روى عن بعض آخر: أن أباه كان حائكا من النبط، له بنون أربعة كلهم ولي القضاء.
هذا، وفي تاريخ بغداد أيضا: أن رجلا ادعى قراحا فيه نخل، فأتى ابن شبرمة بشهود شهدوا له بذلك، فسألهم ابن شبرمة كم في القراح نخلة؟ فقالوا: لا نعلم، فرد شهادتهم، فقال له نوح: أنت تقضي في هذا المسجد مذ ثلاثين سنة ولا تعلم فيه كم أسطوانة، فقال للمدعي: أردد علي شهودك، وقضى له بالقراح، وقال:
كادت تزل بها من حالق قدم * لولا تداركها نوح بن دراج (2) وعنونه الذهبي، قائلا: قاضي الكوفة، ثم بغداد بالجانب الشرقي، وحكم بين الناس ثلاثة أعوام وهو ضرير، ثم ظهر أمره فصرف. قيل: مات سنة 182.
هذا، وللمصنف تطويلات ساقطة لم نتعرض لها.
[8049] نوح بن شعيب البغدادي قال: عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد (عليه السلام) قائلا: ذكر الفضل بن

(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»