قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٣٨١
الأشياء كما هي؟ فإن قال: لا فقد كفر، وإن قال نعم يقال له: أفأراد أن تكون كما علم أو أراد أن تكون بخلاف ما علم؟ فإن قال: أراد أن تكون كما علم فقد أقر أنه أراد من المؤمن الإيمان ومن الكافر الكفر، وإن قال: أراد أن تكون بخلاف ما علم فقد جعل ربه متمنيا متحسرا، لأن من أراد أن يكون ما علم أنه لا يكون أولا يكون ما علم أنه يكون، فإنه متمن متحسر، ومن جعل ربه متمنيا متحسرا فهو كافر (1).
يقول مصنف الكتاب: علمه تعالى بالأشياء ليس بعلة لها نظير علم المتفرسين بالوقائع قبل وقوعها وعلم الطبيب بحدوث الأمراض ووقوع الموت لأشخاص، ولم يرد تعالى أن يطيعه الناس بإكراه نظير إطاعة السوقة للسلطان المقتدر، ولا يعصى بغلبة نظير معصية العبد لمولى عاجز.
وعن ابن أبي ليلى (2) أنه كان يتمثل بهذه الأبيات:
إلى شنآن المرجئين ورأيهم * عمر بن ذر، وابن قيس الماصر وعتيبة الدباب لا يرضى به * وأبا حنيفة شيخ سوء كافر وعن شريك بن عبد الله قاضي الكوفة: أن أبا حنيفة استتيب من الزندقة مرتين.
وعن أبي بكر بن أبي داود السجستاني قال لأصحابه: ما تقولون في مسألة اتفق عليها مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، والأوزاعي وأصحابه، والحسن ابن صالح وأصحابه، وسفيان الثوري وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه؟
فقالوا: لا تكون مسألة أصح من هذا، فقال: هؤلاء كلهم اتفقوا على تضليل أبي حنيفة.
وعن أبي بكر الختلي قال: أملى علينا أبو العباس الآبار ذكر القوم الذين ردوا على أبي حنيفة: أيوب السختياني، وجرير بن حازم، وهمام بن يحيى، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأبو عوانة، وعبد الوارث، وسوار العنبري القاضي، ويزيد

(١) تاريخ بغداد: ١٣ / ٣٧٣ - ٣٨٣.
(٢) هذه وما يأتي من الحكايات من تاريخ بغداد أيضا.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»