قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٢٣١
وفي الأغاني: عن ابن مسعود، شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما في الأرض من كل شيء، كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا غضب احمارت وجنتاه، فأتاه المقداد في تلك الحال - في مسيره إلى بدر - فقال: أبشر يا رسول الله، فوالله! لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (1).
وعن البخاري: إن المقداد لما قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك أشرق وجهه وسره قوله (2).
وروى الاختصاص بعض أخبار الكشي وأخبارا أخر فيه (3).
هذا، وفي المروج: ابتنى المقداد أيام عثمان دارا بالجرف، وجعل أعلاها شرفات، وجعلها مجصصة الظاهر والباطن (4) فإن صح ما قال دل على أن المقداد لم يكن متقشفا مثل سلمان وأبي ذر، وقد قال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
هذا، وفي الطبري: أن عمر قال للمقداد: إذا وضعتموني في حفرتي فأجمع هؤلاء - أي ستة الشورى - في بيت حتى يختاروا رجلا (إلى أن قال) فلما دفن عمر جمعهم المقداد في بيت المسور بن مخرمة، ويقال: في بيت المال (5). فإن صح ما ذكر ففعل عمر ذلك سياسة لئلا يخل في أمر عثمان، وقبل ذلك تقية، ومرت محاجته في ذلك.
وفي أسد الغابة - في خارجة بن حذافة العدوي - يقال: إن خارجة يعدل بألف فارس، كتب عمرو بن العاص إلى عمر يستمده بثلاثة آلاف فارس، فأمده بخارجة بن حذافة والزبير والمقداد.
قلت: لازم كلامه أن كلا من الثلاثة كان معادلا لألف فارس.

(١) الأغاني: ٤ / ٢٠.
(٢) صحيح البخاري: ٥ / ٩٣.
(٣) اختصاص المفيد: ١٠ و ١١ و ٦١ و ٩٧ و ٢٢٢ و ٢٢٣.
(٤) مروج الذهب: ٢ / ٣٣٣.
(٥) تاريخ الطبري: ٤ / 229 و 230.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»