قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٢٤٢
[7734] المنذر بن الجارود العبدي قال: استعمله علي (عليه السلام) على بعض النواحي، فخان فكتب (عليه السلام) إليه كتابا ذمه ومدح أباه.
أقول: والكتاب مذكور في نهج البلاغة (1) ولما كتب الحسين (عليه السلام) إلى جماعة من أشراف البصرة يدعوهم إلى نصرته وفيهم هذا فكلهم كتم كتابه (عليه السلام) إلا هذا، فأخبر به عبيد الله بن زياد - وكان متزوجا بابنته - فقتل رسوله (عليه السلام) (2).
وفي بيان الجاحظ: أن عليا (عليه السلام) لما قال في المنذر ما قال، قال صعصعة: لئن قلت ذلك إنه لنظار في عطفيه تفال في شراكيه تعجبه حمرة برديه (3). إلا أنه وهم من الجاحظ، فإن القائل ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال الرضي - بعد كتابه وهو 71 من كتبه -: والمنذر هذا هو الذي قال فيه أمير المؤمنين (عليه السلام): إنه لنظار في عطفيه مختال في برديه تفال في شراكيه (4).
وتفصيل ذلك مذكور في تاريخ اليعقوبي، فنقل كتابه (عليه السلام) إليه بعزله، قائلا:
فأقبل المنذر فعزله وأغرمه ثلاثين ألفا (إلى أن قال) فقال صعصعة: يا أمير المؤمنين هذه ابنة الجارود تعصر عينيها كل يوم لحبسك أخاها المنذر، فأخرجه وأنا أضمن ما عليه من أعطيات ربيعة، فقال (عليه السلام): ولم تضمنها وزعم لنا أنه لم يأخذها؟ فليحلف نخرجه، فقال صعصعة: أراه والله سيحلف، قال (عليه السلام):
" وأنا والله أظن ذلك، أما أنه نظار في عطفيه مختال في برديه تفال في شراكيه، فليحلف بعد أو ليدع " فحلف فخلى سبيله (5).

(١) نهج البلاغة: ٤٦١، الكتاب ٧١.
(٢) اللهوف في قتلى الطفوف: ١٩.
(٣) البيان والتبيين: ٤ / ١٠٥. وفيه: جمرة.
(٤) نهج البلاغة: ٤٦٢، ذيل الكتاب ٧١.
(٥) تاريخ اليعقوبي: ٢ / 203 و 204.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»