أقول: وفي صفين نصر: أن عمه الأحنف لما وفد على أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة وكتب إلى قومه بني سعد يدعوهم إلى نصرته (عليه السلام) لحرب أهل الشام كتب معاوية بن صعصعة معه إليهم أشعارا، منها:
وإن عليا خير حاف وناعل * فلا تمنعوه اليوم جدا ولا جهدا ومن نزلت فيه ثلاثون آية * تسميه فيها مؤمنا مخلصا فردا سوى موجبات جئن فيه وغيرها * بها أوجب الله الولاية والودا ... الخ (1). وهي ظاهرة في استبصاره.
[7613] معاوية بن صعصعة التميمي عنونه المصنف إجمالا في من عنونه من الصحابة كذلك، لجهله حاله، مع أنه معلوم الذم، فمن عنون - وهو أبو عمر - قال: " هو أحد المنادين من وراء الحجرات " وقد قال تعالى في المنادين: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون).
[7614] معاوية بن الضحاك بن سفيان في صفين نصر بن مزاحم: ذكروا أن عليا (عليه السلام) أظهر أنه مصبح غدا معاوية ومناجزه، فبلغ ذلك معاوية وفزع أهل الشام لذلك وانكسروا لقوله، وكان معاوية ابن الضحاك بن سفيان صاحب راية بني سليم مع معاوية - وكان مبغضا لمعاوية - وكان يكتب بالأخبار إلى عبد الله بن طفيل العامري ويبعث بها إلى علي (عليه السلام)، فبعث إلى عبد الله بن الطفيل: إني قائل شعرا أذعر به أهل الشام وأذعر به معاوية، وكان معاوية لا يتهمه، وكان له فضل ونجدة ولسان، فقال ليلا ليسمع أصحابه: