قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٥٨٣
بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن شهاب بن زهرة بن كلاب; ولد سنة اثنتين وخمسين، ومات سنة أربع وعشرين ومائة، وله اثنتان وسبعون سنة، وقيل:
سبعون سنة» وذكر المقدسي نسبه: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب.
أقول: وذكر الطبري في ذيله (1) ومصعب الزبيري في أنسابه (2) نسبه مثل المقدسي، فهو الصحيح دون ما في رجال الشيخ; كما أن عد الشيخ له في أصحاب الصادق (عليه السلام) كما هنا وعده في أصحاب علي بن الحسين (عليه السلام) بلفظ «محمد بن شهاب الزهري» - كما مر - يدل على أنه لم يتفطن لاتحادهما، فإنه وإن صح التعبير عنه بمحمد بن شهاب لاشتهاره بالنسبة إلى الجد، إلا أن التراجم لبيان الحقيقة; كما مر ثمة عدم صحة قول الشيخ فيه: «عدو» فإنه وإن كان عاميا، إلا أنه كان مواليا للسجاد (عليه السلام).
وأما قول المصنف: قال ابن أبي الحديد: كان الزهري من المنحرفين عن علي (عليه السلام) روى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال: شهدت مسجد المدينة، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا (عليه السلام) فنالا منه، فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليه السلام) فجاء حتى وقف عليهما، فقال: «أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله، فحكم لأبي على أبيك. وأما أنت يا زهري فلو كنت بمكة أريتك كرامتك» (3). وروى الزهري هذا عن عروة قال: حدثتني عائشة، قالت: كنت عند النبي إذ أقبل العباس وعلي، فقال: «يا عائشة إن هذين يموتان على غير سنتي» (4).
فخبره الأول خبر باطل، فإنه اشتمل على أن السجاد (عليه السلام) قال لعروة حاكم أبي أباك... الخ; مع أن مثله استدلال يزيد على أفضلية أبيه من أبي الحسين (عليه السلام) وإنما ذكره (عليه السلام) قول النبي (صلى الله عليه وآله) فيهما; كما أن ما تضمنه من قوله للزهري أي معنى له؟
وكيف ينال (عليه السلام)؟ وروى العقد الفريد عنه: أنه قال لعبد الملك: حدثني فلان أنه لم

(١) ذيول الطبري: ٦٨٦.
(٢) نسب قريش: ٣.
(٣) شرح نهج البلاغة: ٤ / ١٠٢، وفيه: لأريتك كبر أبيك.
(٤) شرح نهج البلاغة: ٤ / 63 - 64، وفيه: على غير ملتي.
(٥٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 ... » »»