قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٤٤٤
عظم الأمر وجلالته; فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه وممن تابعه على قوله وأقام على توليه. فلما وصل إليهم أظهروه عليه، فنكى نكاء عظيما، ثم قال: إن لهذا القول باطنا عظيما، وهو أن اللعنة: الإبعاد، فمعنى قوله: «لعنه الله» أي باعده الله عن العذاب والنار، والآن قد عرفت منزلتي - ومرغ خديه على التراب - وقال: عليكم بالكتمان لهذا الأمر (إلى أن قال) ولم يبق أحد إلا وتقدم إليه الشيخ أبو القاسم وكاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني والبراءة منه وممن يتولاه ورضي بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته. ثم ظهر التوقيع من الصاحب (عليه السلام) بلعنه والبراءة منه وممن تابعه وشايعه ورضي بقوله وأقام على توليه بعد المعرفة بهذا التوقيع.
وله حكايات قبيحة وامور فظيعة ننزه كتابنا عن ذكرها، ذكرها ابن نوح وغيره. وكان سبب قتله: أنه لما أظهر الكفر ولعنه أبو القاسم بن روح واشتهر أمره وتبرأ منه وأمر جميع الشيعة بذلك لم يمكنه التلبيس، فقال في مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة - وكل يحكي عن الشيخ أبي القاسم لعنه والبراءة منه -: «أجمعوا بيني وبينه حتى آخذ يده ويأخذ بيدي، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه، وإلا فجميع ما قاله في حق» ورقى ذلك إلى الراضي، لأنه كان ذلك في دار ابن مقلة، فأمر بالقبض عليه وقتله، فقتل واستريح منه (1).
وفي البحار - عن الغيبة - عن عبد الله الكوفي خادم الشيخ حسين بن روح، قال:
سئل الشيخ عن كتب ابن أبي العزاقر بعد ما ذم وخرجت فيه اللعنة، فقيل له: فكيف نعمل بكتابه وبيوتنا منها ملاء؟ فقال: أقول فيها ما قال أبو محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وقد سئل عن كتب بني فضال، فقالوا: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها ملاء؟
فقال (عليه السلام): خذوا بما رووا وذروا ما رأوا (2).
أقول: وروى الغيبة عن روح بن أبي القاسم قال: لما عمل محمد بن علي الشلمغاني كتاب التكليف قال الشيخ: اطلبوه لي لأنظره فجاؤوا به فقرأه من أوله إلى آخره فقال: ما فيه شئ إلا وقد روى عن الأئمة (عليهم السلام) إلا موضعين أو ثلاثة.

(١) غيبة الطوسي: ٢٤٨ - ٢٥٠.
(٢) بحار الأنوار: ٥١ / 358.
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»