قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٤٤٧
حمدان، ثم انحدر إلى بغداد واستتر وظهر عنه أنه يدعي لنفسه الربوبية. وقيل: إنه اتبعه على ذلك الحسين بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب الذي وزر للمقتدر، وأبو جعفر وأبو علي ابنا بسطام، وإبراهيم بن محمد بن أبي عون، وابن شبيب الزيات، وأحمد بن محمد بن عبدوس، كانوا يعتقدون ذلك فيه وظهر عنهم ذلك.
وطلبوا أيام وزارة ابن مقلة للمقتدر فلم يوجدوا. فلما كان في شوال سنة 322 ظهر الشلمغاني، فقبض عليه الوزير ابن مقلة وسجنه وكبس داره فوجد فيها رقاعا وكتبا ممن يدعي عليه أنه على مذهبه، يخاطبونه بما لا يخاطب به البشر بعضهم بعضا، وفيها خط الحسين بن القاسم، فعرضت الخطوط فعرفها الناس وعرضت على الشلمغاني فأقر أنها خطوطهم وأنكر مذهبه وأظهر الإسلام وتبرأ مما يقال فيه; وأخذ ابن أبي عون وابن عبدوس معه واحضرا معه عند الخليفة وامرا بصفعه فامتنعا; فلما اكرها مد ابن عبدوس يده وصفعه. وأما ابن أبي عون فإنه مد يده إلى لحيته ورأسه فارتعدت يده فقبل لحية الشلمغاني ورأسه، ثم قال له: «إلهي وسيدي ورازقي» فقال له الراضي: قد زعمت أنك لا تدعي الإلهية فما هذا؟ فقال: وما علي من قول ابن أبي عون؟ والله يعلم أنني لا قلت له إنني إله قط! فقال ابن عبدوس:
«إنه لم يدع الإلهية وإنما ادعى أنه الباب إلى الإمام المنتظر مكان ابن روح وكنت أظن أنه يقول ذلك تقية» فأفتى الفقهاء بإباحة دمه، فصلب هو وابن أبي عون في ذي القعدة واحرقا بالنار.
ومن مذهبه: أنه إله الآلهة وأن الله سبحانه يحل في كل شئ، حل في آدم وفي إبليسه، وأنه خلق الضد ليدل على المضدود، وأن الدليل على الحق أفضل من الحق، وأن الضد أقرب إلى الشئ من شبهه; وإذا حل تعالى في جسد ناسوتي ظهر من القدرة ما يدل على أنه هو، ولما غاب آدم ظهر اللاهوت في خمسة وفي خمسة أبالسة أضداد لتلك الخمسة. ثم عد إدريس وإبليسه، ونوح وإبليسه، وهود وإبليسه، وصالح وإبليسه عاقر الناقة، وإبراهيم وإبليسه نمرود، وهارون وإبليسه فرعون، وسليمان وإبليسه، وعيسى وإبليسه; ثم اجتمعت في علي بن أبي طالب وإبليسه. ولا
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»