قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ١٧٢
ويرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف، وخرج على المأمون في سنة تسع وتسعين ومائة بمكة واتبعته الزيدية الجارودية، فخرج لقتاله عيسى الجلودي، ففرق جمعه وأخذه وأنفذه إلى المأمون; فلما وصل إليه أكرمه المأمون وأدنى مجلسه منه ووصله وأحسن جايزته، وكان مقيما معه في خراسان، يركب إليه في موكب من بني عمه، وكان المأمون يحتمل منه ما لا يحتمله السلطان من رعيته; توفي بخراسان (1).
وعن المقاتل: أمه أم ولد، يكنى أبا جعفر، وكان فاضلا مقدما في أهله، روى الحديث وأكثر من الرواية عن أبيه; ونقل عنه المحدثون مثل: محمد بن أبي عمر، وموسى بن سلمة (2) وإسحاق بن موسى الأنصاري، وغيرهم من الوجوه. ومن سخائه: أنه روى عن خديجة بنت عبيد الله بن الحسين بن علي السجاد (عليه السلام) أنها قالت: ما خرج من عندنا قط محمد بن جعفر في ثوب فرجع حتى يهبه.
وروى عن موسى بن سلمة قال: كان رجل قد كتب كتابا أيام أبي السرايا يسب فيه بني فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله) وجميع أهل البيت، وكان محمد بن جعفر معتزلا تلك الأمور لم يدخل في شئ منها، فجاءه الطالبيون فقرأوا عليه الكتاب، فلم يرد عليهم جوابا حتى دخل بيته، فخرج عليهم وقد لبس الدرع وتقلد السيف ودعا إلى نفسه وتسمى بالخلافة وهو يتمثل:
لم أكن من جناتها علم الله * وإني لحرها اليوم صالي (3) وروى دلالات العيون عن عمير بن زياد قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) فذكر محمد بن جعفر، فقال: «إني جعلت على نفسي ألا يظلني وإياه سقف بيت» فقلت في نفسي: هذا يأمرنا بالبر والصلة ويقول هذا لعمه! فنظر إلي فقال: هذا من البر والصلة، إنه متى يأتيني ويدخل علي فيقول في يصدقه الناس، وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يصدق قوله إذا قال (4).

(١) ارشاد المفيد: ٢٨٦.
(٢) في المصدر: محمد بن سلمة.
(٣) مقاتل الطالبيين: ٣٥٨ - 359.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 204 ب 47 ح 1.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»