قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ١٧٤
العجب كل العجب لمحمد بن جعفر وخروجه! إذ سمع أباه (عليه السلام) يقول هذا ويحكيه (1).
وفي تاريخ بغداد: نزع ديباج الكعبة وطرح منه على دوابه ودواب أصحابه.
وروى عن أبي موسى العباسي قال: لما ولي جدي اليمن خلف ثقله وعياله بمكة فقدم، فوجد محمد بن جعفر قد حال بين أمواله وعياله. فأتى عيسى الجلودي محاربا لمحمد بن جعفر، فوجد الكعبة قد عريت وكسوها أثواب حبر، ووجدوه قد كتب على أبواب المسجد: «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» فأسرع الجند ليمحوه، فقال: لا تمحوه واكتبوا: «بل نقذق بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون» ثم أخذ محمد بن جعفر فقال: قد كنت قد حدثت الناس بروايات لتفسد عليهم دينهم، فقم فأكذب نفسك، وأصعده المنبر وألبسه دراعة سوداء فصعده وقال: «أيها الناس قد حدثتكم بأحاديث زورتها» فشق الناس الكتب والسماع الذي سمعوه منه. توفي بخراسان وركب المأمون لشهوده، فلقيهم قد خرجوا به، فلما نظر إلى السرير نزل فترجل ورفع عن تراقيه، ثم دخل بين العمودين، فلم يزل بينهما حتى وضع، وتقدم فصلى عليه، ثم حمله حتى بلغ به القبر، ثم دخل قبره فلم يزل فيه حتى بنى عليه، ثم خرج فقام على القبر وهو يدق وقال:
«إن هذه رحم قطعت من مائتي سنة!!» مات سنة 203 (2).
وفي أواخر باب صفة إحرام التهذيب عن الرضا (عليه السلام) في خبر قال (عليه السلام): وآخر عهدي بأبي: أنه دخل على الفضل بن الربيع وعليه ثوبان وشاح، فقال له الفضل:
إن لنا بك اسوة أنت مفرد للحج وأنا مفرد، فقال له أبي: ما أنا مفرد أنا متمتع، فقال له الفضل: فلي الآن أن أتمتع وقد طفت بالبيت؟ فقال له أبي: نعم. فذهب بها محمد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة وأصحابه فقال لهم: إن موسى بن جعفر قال للفضل بن الربيع كذا وكذا; يشنع بها على أبي (3).

(١) إكمال الدين: ٣١٣.
(٢) تاريخ بغداد: ٢ / ١١٤.
(٣) التهذيب: ٥ / 89.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»