به فغطي وجهه بقطيفة حتى مات وقيل: بل ادخل رأسه في " جراب نورة " حتى مات (1).
وذكروا في أحوال القرمطي - صاحب البحرين -: أنه قال لكاتبه: أكتب إلى الخليفة... وكل من جراب النورة (2).
أقول: وهذا التعبير الأخير يشير إلى المعنى المستعمل في الاصطلاح، وهو الإعطاء من جراب النورة، وكلمة " كل " أمر من " الكيل " بمعنى مل المكيال وهو ما يستخرج به الشئ، فانتظر.
جيم - ومواردها في الحديث الشريف:
أولا: جاءت العبارة في مناظرة المتكلم العظيم هشام بن الحكم الكوفي مع المعتزلة، في عصر هارون العباسي المعروف بالرشيد، عندما ذكر هشام أوصاف الشخص المستحق للإمامة، وهي: أن يكون أعلم الناس، ويكون معصوما، ويكون أشجع الناس، وأسخى الناس.
فقال له ضرار المعتزلي: فمن هذا؟ بهذه الصفة؟ في هذا الوقت؟
قال هشام: صاحب القصر، أمير المؤمنين وكان هارون مختفيا، قد سمع الكلام كله، فقال - عند ذلك -: أعطانا - والله - من جراب النورة (3).
ثانيا: روى الشيخ الطوسي، بإسناده إلى سلمة بن محرز، قال: قلت لأبي